قلم وبندقيه

قلمي الرصاص.. صوته عالِ مثل صوت الرصاص المنطلق من أفواه بنادق جند الميدان .. قلمي الرصاص لا يخاف الرصاص .. ومن أجل ذلك .. سأنزع رداء صمتي .. واكتب سري .. أكتب قلمي بحبر الرصاص ليدوي في فضاءات الكون صدى الانفجار .. ولا تخشى من باع الضمير والإحساس .. فهم رؤوس تخشى الرصاص .. أكتب قلمي وألحق بركب الخالدين .. عبر عن جحافل حماس إلى حيث النصر ..
فحماس انتقلت من الحجر إلى السكين .. من الرصاص إلى العبوة .. من القذيفة إلى الصاروخ .. لم يصمت رصاصها .. ولم يهدأ مدفعها .. أعلنت تمسكها بفلسطين كجزء من الأمة .. تسعى لعودتها لتاريخها وحضارتها التي يسلبها العدو الصهيوني ..
تحملت الظلم والقهر والتعذيب .. غصت السجون بقادتها .. امتلأت المعتقلات برجالها .. فلم يجد ذلك نفعا .. فجاء القرار بالموت .. .. قتل واغتيال وتصفية .. حصار وإغلاق وتضيق .. تشويه وتضليل وأكاذيب .. نفي وطرد وإبعاد .. .. والآن مجزرة ومحرقة .. ..
مطاردون من بيت إلى بيت .. .. ينام كلب الصليب وهم لا ينامون .. .. ليس خوفا من غارة .. ولا من فرقة مشاة غدارة .. هم منشغلون بقيام ليل .. أو قرأه قرآن .. أو يبحثون هموم المسلمين ..
شابت لحاهم .. وزاد أعمارهم .. والعزيمة هي العزيمة .. عزيمة القائم للجنة .. تركوا الأهل والمال .. واختاروا الجهاد .. ..
الله أكبر .. كم من دولة تطالب بإسقاط حماس .. كم عدد الذين يبحثون عن قادتها .. كم من جاسوس بينهم .. أقمار صناعية .. وطائرات بلا طيار .. كاميرات مراقبة .. كل هذا وما زلتم أحياء .. هل تظنون إن الله لا يحبكم ..
أهديكم هذا الحديث .. قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين)) ـ لعدوهم قاهرين ـ ((لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى تقوم الساعة)) أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة)) ( 7311وفي رواية: ((قيل: أين هم يا رسول الله؟ قال: في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس)) أخرجها أحمد (5/269)، والطبراني في الكبير (20/317)
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أحب الله العبد نادي جبريل: إن الله يحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض)
أخرجه البخاري
حماس تجعل الدم يراق ولا تراق كرامة الإسلام .. تستعذب الموت حين يكون رضا الله الغاية والجنة المبتغى .. حماس لا تخشى اليهود ولا تخشى حصارهم .. ولو فاقوهم بقنابلهم .. فإنهم على الحق باقون ..
إذا أردتم أن تعرفوا حماس .. فقرؤوا التاريخ .. وإذا عزت عليكم معلومة فسئلوا العدو الصهيوني عن حماس .. واستفهموا من جنود الاحتلال عن جهادها .. فكم لقنت صهيونيا ألوان الوعيد .. وجعلته يكابد الغم والرعب مع اليأس الشديد .. الثابتون كالأسود .. .. حطموا القيود .. زلزلوا الأرض تحت أقدام المحتلين الصهاينة .. ثاروا على الأعداء والمنافقين .. .. بارك الله بقادة حماس .. وبارك الله بالصقور من حولهم .. وبالأسود من ورائهم .. والنمور من أمامهم .. ففي كل مكان هناك صقرا أو أسدا أو نمرا .. يدين لكم بالبيعة .. .. لا ولن انسي من هو فوقكم .. فالله العلي القدير يستطيع أن يحميكم من فوقكم ومن جميع جوانبكم .. نعم المولى ونعم النصير .
ومن هنا أبايع حماس .. وأجدد البيعة في كل لحظة .. وفي كل وقت .. حتى يلحقني الله بركب الجهاد أو أموت دون ذلك .. ..
حماس عيونا ترصد العدو وأيدٍ على الزناد .. وأنا كذلك متعبة حد البكاء بل حد اليأس.. قلمي الرصاص أدمى معصمي وأناملي .. والقلب ينزف بالجراح ولا مفر ولا مناص .. .. أضغط بقوة على قلمي الرصاص لتكون آخر كلماته .. قلمي الرصاص .. حماس ترسم بالرصاص ..
وليستمر صوت الرصاص .. والقلم يكتب بالرصاص .. هذه حماس .. والحماس حماس .. .. هذا هو طريق حماس .. وهذا هو صوت حماس .. الله أكبر .. الله أكبر ..
كلنا إسماعيل هنية .. وكلنا خالد مشعل .. .. وكلنا غزة