التمارين الرياضية تقي من تشكل الحصيات الصفراوية

أصدرت جامعة Illinois الأمريكية نتائج دراستها الحديثة التي تقول فيها بأن الفئران التي تقوم بممارسة النشاط الفيزيائي والتمارين الرياضية هي أقل عرضة لتشكل الحصيات الصفراوية مقارنة مع تلك التي لا تمارس هذا النشاط الفيزيائي، كما طرحت الدراسة تفسيرا يوضح سبب ذلك.

يقول الباحثون: "إنها المرة الأولى التي نثبت فيها بأن للنشاط الفيزيائي دور في الحد من تشكل الحصيات الصفراوية؛ الأمر الذي يزيد من أهمية التمارين والنشاطات الرياضية التي يتوجب على الأشخاص القيام بها".

وتصيب أمراض الحويصل الصفراوي ما يقارب 10 ـ 25% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تكون عند بعض المرضى غير عرضية، كما أنها تعتبر ثاني داء هضمي من حيث التكلفة المالية؛ حيث يقدر عدد حالات القبول المشفوية لهذه الأمراض ما يقارب 800000 حالة سنويا.

هذا وتتشكل الحصيات الصفراوية داخل المرارة عند ارتفاع مستوى الكوليسترول في السائل الصفراوي إلى درجة الترسب، ومن ثم تحوله إلى قطع صلبة بسبب تسرب ونفاذ السوائل منه.

وفي الدراسة التي أجريت في الجامعة تم انتقاء 50 فأرا من فئران التجربة المحتمل تشكل الحصيات الصفراوية عندها، وقد تم اعتماد حمية غذائية معها غنية بالدسم، وتحتوي على حمض الكوليك الذي يساعد على امتصاص الكوليسترول.

ثم بعد ذلك قام الباحثون بتقسيم الفئران إلى مجموعتين، في المجموعة الأولى وضعت الفئران على جهاز البساط المتحرك لمدة 45 دقيقة بشكل يومي 5 مرات في الأسبوع، أما المجموعة الثانية فلم تمارس الفئران فيها هذه التمارين.

وبعد مضي 12 أسبوعا أجرى الباحثون استئصالا للحويصل الصفراوي عند فئران كلا المجموعتين، وتم سحب الحصيات المتشكلة فيها، فوجدوا أن الحصيات عند فئران المجموعة الثانية كانت تزن أكثر من حصيات فئران المجموعة الأولى بمقدار 2.5 مرة.

يقول الباحثون: "بإمكانك أن ترى من خلال الحويصل الصفراوي عند فئران المجموعة الأولى، إلا أنك لا تستطيع ذلك عند فئران المجموعة الثانية؛ وذلك بسبب امتلائها بالحصيات".

ومن أجل تفسير سبب ذلك قيّم الباحثون التعبير المورثي لجينات معينة في الكبد والأمعاء مسؤولة عن عملية امتصاص الكوليسترول، والتي من الممكن أن يكون لها دور وتأثير على تشكل هذه الحصيات.

يقول الباحثون: "عند فئران مجموعة البساط المتحرك وجدنا زيادة في التعبير المورثي لجينين اثنين هما LDLr و SRB1، واللذين يساهمان في عملية إحضار الكوليسترول إلى الكبد وتخفيض مستوياته في الدم، كما وجدنا زيادة في تفعيل بروتين Cyp27 بمقدار 2.5 مرة مقارنة مع المجموعة الثانية؛ الأمر الذي يسبب زيادة في المادة السائلة في الحموض الصفراوية، وبالتالي ذوبان كمية الكوليسترول المتزايدة ومنعها من التحول إلى الحالة الصلبة وتشكل الحصيات".

ويعتبر هذا الاختلاف الحاصل في التعبير المورثي بين المجموعتين دليلا على أهمية التمارين والنشاطات الفيزيائية في تحسين وضع وكمية الكوليسترول الدموي، وتثبيط عملية تشكل الحصيات الصفراوية.

وقد أشارت مشاهدات الدراسات التجريبية في السابق إلى انخفاض احتمال تشكل الحصيات الصفراوية وانخفاض كمية الكوليسترول المصلي عند الأشخاص غير البدينين، إلا أن ذلك لم تثبته الدراسات المخبرية حتى الآن.

يقول الباحثون: "إن استخدام الفئران في هذه الدراسة يعتبر الأسلوب الأنجع والأكثر فائدة؛ وذلك لأن الإنسان لديه مجموعة مشابهة من الجينات التي تنظم وظائف الكبد واستقلاب الكوليسترول الصفراوي، كما أن إجراء الدراسة على الأشخاص لهو أمر صعب؛ بسبب المدة الزمنية الطويلة ـ سنوات ـ التي يتطلبها تشكل هذه الحصيات عندهم. إن التغيرات المورثية التي تحصل عند ممارسة الرياضة والتي تمكّنّا من التوصل إليها في هذه الدراسة مثيرة حقا، وهي دليل إضافي على أهمية الرياضة في المحافظة على صحة جيدة للجسم".