الكثير عندما نراهم في الطريق من سليمي الجسد عندما يجدون انسانا امامهم معاق(جسديا)يقولون مثل هذه الكلمات(الحمد لله الذي ما جعلنا مثلهم) صدقني هذا يحدث</SPAN>
وكنت أحب أن أطرح عليه هذا السؤال اذا كنت بالفعل لا تريد ان تكون مثلهم فلماذا لا تفعل بعضا من الانجازات التي حققوها
فهناك من بترت يداه و لكنه أصبح كاتبا مشهورا و هل تدرون بماذا كان يكتب لقد كان يكتب بقدماه فلم توقفه الصدمة عن تحقيق حلمه بل ظل يركض في الظلام حتى رأى النور
هناك من قطعت ساقاه و كان أمله في أن يصبح لاعب كرة سلة و لكنه بقي متمسكا بالامل رغم كل الظروف التي واجهها</SPAN>
حتى تحقق ما يريد صحيح أنه يلعب على الكرسي لكنه أثبت للجميع أن الاعاقة لن توقفه عن تحقيق حلمه ونحن في أول صدمة نسقط و لا نتابع
هناك من فقد البصر لكنه لم يفقد البصيرة التي فقدناه نحن لقد اقتنع ان هذا هو قضاء الله وقدره فرضي بما اراده الله و سلم امره اليه و توكل عليه
فلم توقفه هذه الاعاقة عن قراءة الكتب التي احب و انهال ياخذ من هذا العلم الذي ليس له حدود فعلم ان الله فضله علينا لانه اراد ان يمتحن صبره و ان ينظر الى هذه الدنيا نظرة تختلف عن البشر و اقتنع انه ليس هو الاعمى و لكن نحن....نحن الذين تخلينا عن قراءة الكتب و ركضنا وراء شهواتنا دون ان ندري رمينا الكتب وراء ظهورنا و ركضنا وراء هذه الدنيا دون ان نعرف الى اين تاخذنا و دون ان نحسب حسابا للغد</SPAN>
هناك من فقد الكلام لكنه وجد القلم خير معبر عن مشاعره و احاسيسه التي نجهلها نحن و كاننا نسينا انهم بشر مثلنا من لحم ودم يبكون اذا بكينا و يضحكون اذا ضحكنا
فاخذ القلم و الورقة و اتخذهما صديقين ابديين لانه عرف انه عليه ان يثبت للعالم انه ليس المعاق و انما نحن.. أرادنا أن نعرف ما نجهله نحن أصحاب الالسنة الطويلة
أرادنا أن ننظر الى العالم بالطريقة المثلى لكننا أدرنا ظهورنا وقلنا أنه معاق و نحن لا ندري من المعاق هو أم نحن
هناك من فقد جلده الاحساس ولكن الاحساس بقي في داخله متوقدا أما نحن فبليدي الاحساس لا نشعر بشيئ لا من الداخل و لا من الخارج
هناك من فقد السمع صحيح أنه أصم الاذنين و لكننا نحن من صمينا أذنينا أما هو فاقتنع أن هذه هي ارادة الله و قدره و لكنه أخذ يسمع بقلبه أخذ ينظر الى هذه الطبيعة و يسمع أغانيها الجميلة التي تدفئ قلبه و تنسيه همه فيسمع ما يريده الله أن يسمعه ليشعر بعظمة هذا الخالق و تفننه في هذا الكون فحمد الله و شكره لأنه ميزه عن خلقه.
فهؤلاء الذين تقول عليه انهم معاقون وصلوا لأحلامهم التي لا ندري نحن أين طريقها و سمعوا من الطبيعة ما لم نسمع و أصبحوا كتابا و لاعبين و علماء مشهورين و نحن الى حد الان لا نتقن اللغة العربية أبدعوا وتفننوا و نحن الى حد الان لا نعرف ماذا نريد من هذه الدنيا وصلوا الى أهدافهم ونحن الى حد الان لا نعرف أين هو المرمى</SPAN>
فبالله عليك هل هم المعاقون أم نحن</SPAN>